الكوميديا الألمانية وحواء

  • أبريل 27, 2022
  • ضيف يزن
  • 0 min read

ضيف يزن


هناك أسطورة شعبية ألمانية تتحدث عن “آدم وحواء”، هي قد لا تمد للحقيقة بصلة لإيماننا بما ذكره الرب، وحتى الألمان لا يعتقد بها، وإنما يتناقلها كأسطورة لها دلالتها الساخرة، وهذا ما شدني لكتابة المقال فالشعب الواعي والمثقف يفخر بأساطيره وحكاياه ويتناقلها جيلاً بعد جيل لكنه لا يصدقها ويقوم بالعمل بها، كما نفعل نحن في بعض الأحيان مع الأسف.
وعلى هذا الأساس لا بأس من إيراد جزءٍ منها كما هي، موضحاً، للمرة الثالثة، إنها مجرد أسطورة.
جاء فيها أعني الأسطورة:
(أنه حينما خرجت حواء إلى النور، وفتحت عينيها على رياض الجنة، انتفضت واقفة، وصاحت: ربي، إني خائفة، أين أنا؟
وبعثت العناية الإلهية ملاكاً، قال لها: «لا تخافي، انظري أمامك»، فنظرت أمامها، فرأت آدم ممشوق العضلات جميل الصورة، فارتمت على قدميه، وقالت: «احمني يا سيدي!».
وفرح بها آدم، ورفعها بين يديه، وأحبها وعطف عليها وجمع لها الزهور والورد والفاكهة، وأكلت حواء واطمأنت ونامت ملء جفنيها.
وما مضت أيام حتى سئمت حواء، وقالت لآدم: «أريد أن ألهو!»، فرد عليها: «دونك وسائل اللهو.. فهي كثيرة»، فقالت له: لا، أريد أن أتسلى هكذا، تعال لترى، وجعلت من آدم حصاناً، وسار بها وهي على ظهره.
وتعب آدم من السير، فقال لها: «حواء، دعيني أسترح!»، فقالت: «تستريح؟! وماذا فعلت حتى تستريح؟!» فابتأس آدم وغضب، وألقى بها بعيداً وتولى عنها.. وما إن سار قليلاً، حتى وجدها تبكي وتعدو خلفه وتقول: آدم، يا سيدي آدم، إنني عبدتك خذني في حمايتك!)
انتهت الأسطورة……
والآن يحق لي أن أسأل: هل (بنات حواء) اليوم اللواتي يقارب عددهن بحسب إحصائية الأمم المتحدة 3.5 مليار هُنَّ كأمهُنَّ الأولى..؟! تجعلُ من الرجل حصاناً مركوباً، فإذا رفض وطرحها أرضاً أخذت تركض خلفه وتستنجد به..؟!
إنني والله في حيرة، ومحتاج إلى من يفقهني في هذه (الكوميديا الدرامية).
ولكني أظن، وبعض الظن ليس بإثم، أن حواء عن حواء تفرُق، فهناك واحدة تستحق أن يجعل الرجل من نفسه لها حصاناً مطواعاً تركبه ويرقّصها إلى ما شاء الله، بل وفوق كل ذلك يصعر لها خده الأيمن، فإذا تعبت من ضربه (تكفيخه) يصعر لها خده الأخر.
وأخرى قبل حتى أن تفكر في ركوبه يوقفها عند حدها، أي يضربها ضربةً على وجهها لا تبقي لها لا سناً ولا ضرساً، دون أي شفقة أو رحمة.
أما عن وجهة نظري الرومانسية بعض الشيء والتي أفاخر بها الدنيا، والتي اختم بها مقالي بأبيات لمحبوبتي:
ألفتُ حُبكِ في أطوَارِ تَكويني
وعَشِقتُ النارَ أكوِيهَا وتَكويني

أشدُ كُفرَكِ إيمَاناً على وجعِي
وأنتِ ترجمينَ إيمان الشياطينِ

مُذ كُنتُ مِن عَدمٍ أهوَاكِ في عدمي
قبلَ الخليقةِ.. قبلَ الماءِ والطينِ

ودمتم لمن تحبون سالمين.

المقال منشور في مدونة تعابير الإلكترونية بتاريخ 16/05/2017

اضافة تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *