ضيف يزن
بعد انقضاء نصف الشهر الكريم أسدل فيها الستار عن أعمال درامية كثيرة محليًا وعربيا في ظاهرة باتت تحدث في الدراما دخلت عالمنا العربي بعد كورونا، برأي هي ظاهرة صحية فزمن الحلقات الثلاثين قد ولى والكل اليوم بات يميل للاختزال فوقع الحياة المتسارع وصخبها جعلت منا أنسًا نميل لاختصار كل شيء.
هذا بالضبط ما حدث مع المخرج علي فاضل الذي ذكر في بث سابق على إنستغرام مع علي الباهر المختص في الشأن الفني أن الجهات المنتجة في بعض الأحيان تجبره على حلقات بطول وعدد معين لتأخذا من الوقع الدرامي فنشاهد بعض الحشو هنا وهناك ويبدو أن جهة إنتاج مسلسل العائلة X أعطت لمخرجنا حرية التصرف فخرج العمل بحلقاته ال15 وبقصصه ال6 كما أحب أن أقسمها على عدد أفراد العائلة الشباب.
العمل يحاكي قضايا اجتماعية بحتة وسط سير أحداث بطريقة سلسة وبناء الأحداث بشكل درامي تصاعدي دون اللجوء إلى التسرع أو العودة بالأحداث إلى زمن ما.
سلط صناع العمل الضوء على إشكالية الأزمة بين علاقة الأجيال أو بصورة أدق العلاقة بين الآباء وأبنائهم تحاكي مشاكل المجتمع بشكل إنساني من خلال الحوار المنضبط الذي لا يحتمل الزيادة أو النقصان كان الحوار سهلا ممتعا يستطيع المشاهد فهمه خاليا من الألفاظ الخادشة.
أداء نجوم العمل كان كالبلسم على الجرح متقن متزن وملهم كالفنان الدكتور هيثم عبد الرزاق والنجمة جمانة كريم والفنان ماجد درندش والفنانة آلاء نجم والفنانة أساور عزت التي ظهرت بشخصية مختلفة عما قدمته سابقًا.
كما أتاح لنا المخرج علي فاضل التعرف على طاقات الممثلين الذين يطغى عليهم الطابع الكوميدي كالفنان أثير كشكول الذي جسد شخصية “نصير” بحرفية عالية مثبتًا قدرته على لعب مثل هكذا أدوار وكذلك الفنان المبدع يحيى إبراهيم الذي قدم شخصية “غازي” وهو باعتقادي الحصان الأسود الذي عبر فيه مخرج العمل لبر الأمان.
أما الإضافة الحقيقية هو اعتماد صناع العمل على جيل الشباب الذين أستقطبهم علي فاضل ومنحهم الثقة ليغرّدوا خارج سرب ما ألفناه من دراما جامدة تعتمد على نصوص تحريرية غير مقنعة مبتعدين عن التكلف بالأداء ما أضاف للعمل واقعية بحوارات مما نألفه في يومياتنا.
برأي العمل لا يخلو من الأخطاء فظهور شخصية “سديم” الذي يلعب بطولتها الشاب الصاعد مصطفى أياد في آخر حلقة من المسلسل وهو ينتمي إلى الجماعات الإرهابية ونراه في آخر مشاهد العمل وهو يتبادل أطراف الحديث مع والده وكأن شيئا لم يكن دون تبرير درامي ونحن نعي أن الإرهاب طريق لا مغفرة فيه مجتمعيًا وقضائيًا..
لكننا إذا ما تجاوزنا بعض هناته يبقى أكثر أعمال هذا الموسم نضوجًا؛ ويضاف إلى نجاحات علي فاضل بعد تجربتيه “غيد” و”تسجيل خروج” التي أراها الأنضج والمظلومة إعلاميا للمعلم وصانع الدراما الحقيقة في العراق علي فاضل مؤلفًا ومخرجا والذي سينافس عربيًا قريباً وقريبا جدا.
احسنت 👏🏻